عشبة الأرنب - بلحة بن جحا- عشبة الحصان- كف مريم- عشبة الغده- مردقوشة - الروبية) أسماء لبناتات طبية وغيرها تم غرسها لغرض المحافظة عليها والإكثار منها بمشروع عين طب بغريان .. العين التي تنظب بمياه عذبة فجادت علينا بنباتات طبية عدة إلا أنها سرعان ما أذرفت الدمع بعد أن ذهب جزء من إنتاج الشتول سدى لعدم وجود مساحات من الأراضي لغراسة إنتاج وفير من شتول النباتات الطبية وللتعريف أكثر بالنباتات الطبية ومدى أهميتها باعتبارها تروة اقتصادية هائلة لايدرك الكثيرون قيمتها وسر انقراض عديد النباتات الطبية التي كانت تجود بها الأراضي الليبية على غرار الزعفران والسيلفيوم واللوتس والمخاطر التي تتعرض لها النباتات الطبية وكيفية المحافظة عليها والإكثار منها وأهمية العلاج بالنباتات الطبية كانت لنا لقاءات مع أهل الاختصاص نوجزها في التالي :-بعد ترحيبه بصحيفة الجماهيرية قال الباحث في مجال النباتالمهندس/ سليمان بلخير:-النباتات الطبية هي تلك النباتات والتي الغالب على استعمالها هو في مجال الطب حتى اشتهرت به وعرفها الإنسان منذ فجر التاريخ لأن الإنسان والنبات مرتبطان معاً منذ الخلقة وعرف الإنسان منذ القدم كيفية استعمال النباتات لعلاج نفسه وإزالة الألم عنها ومن أشهر النباتات الطبية الزعفران والذي للأسف انقرض بعد أن كان منتشراً على مساحات كبيرة من الأراضي والرحال الإنجليزي جون فرانسيس ليون مر بغريان سنة 1815 في الفترة ما بين نهاية الخريف وبداية الشتاء والتي تعرف آنذاك بفترة الزعفرانيات وقال « غريان بساط جميل من الزعفران» وفي عام 1780 جمعت غريان أكثر من عشر قناطر من مياسم الزعفران وبعد ذلك ثروة اقتصادية كبيرة جداً آنذاك وذاك ما أكده المؤلف الفرنسي شارك فيرلو في كتابة الحوليات الليبية منذ الفتح العربي حتى الغزو الإيطالي وقام بترجمته محمد عبد الكريم الوافي والزعفران من الطبيات حيث ورد في حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال« الجنة ترابها مسك وحشيشها الزعفران» ويستخدم في كتابة الرقية الشرعية لإزالة السحر وله استعمالات طبية عديدة لعلاج المسالك البولية ولعلاج الحساسية ولطرد البلغم وفي حالات التشنج العضلي وفي علاج دهن العضلات ويساعد على تخفيض ضغط الدم وتنشيط الدورة الدموية وكملطف عام للجهاز الهضمي ومزيل للمغص ومقوى للمعدة كما يستعمل كمادة ملونة نباتية تدخل في صناعة الأغذية وتكسبها طعماً ورائحة مقبولين مثل التوابل وانقرض نبات الزعفران لأسباب عدة أهمها: المحاريث القرصية فأثناء عملية الحرث يتم اقتلاع أبصالها التي لاتتعمق كثيراً في حين في السابق كان الحرث عبر الدواب بمحاريث تقليدية بسيطة وعندما يتم اقتلاع زعفرانة يتم ارجاعها مجدداً لأنها ثروة اقتصادية كبيرة بالنسبة لهم.أيضاً من النباتات الطبية والشهيرة والتي انقرضت نبات السليلفيوم الذي كان ينتشر بين خليج بومبه ومنطقة سرت الكبرى وكان أبو التاريخ هيريدوت الذي عاش في فترة 424-484 قبل الميلاد أول من كتب على السلفيوم في كتاب (السليفيوم الثروة المفقودة) تأليف الدكتور هادي أبو لقمة كان السليفيوم يباع بوزنه ذهبا لقبه البعض بالذهب الأخضر وازدهرت مدينة قورينا على ثروة هذا النبات وموجود على العملة الرومانية بليبيا يستخرج منه شراب منعش وكان له استعمالات عدة في علاج بعض الأمراض أيضاً نبات العرعار في جبل نفوسه انقرض بسبب الرعي الجائر الذي قضى على كثير من النباتات الطبية وكذلك في استعمال أعضائه كحطب للوقود وكذلك في تسقيف البيوت في منطقة نالوت وهناك العديد من العشائر النباتية اختفت ولم يبقي إلا اسمها وهذا دليل على أن البيئة الليبية كانت خصبة على غرار منطقة القواسم بغريان بها منطقة تعرف باسم أم العرعر لم يبقَ للعرعار فيها إلا الاسم فقط وكذلك مناطق أخرى سميت على عشائر نباتية كغوط الشعال وغوط الديس .مخاطر كبيرةوعن المخاطر التي تتعرض لها النباتات الطبية قال المهندس والباحث سليمان بلخير:-يتعرض الغطاء النباتي في ليبيا لضغوطات بيئية قاسية وتنقسم هذه الضغوطات إلى اجهادات حية وإجهادات غير حية فالاجهادات الحية تتمثل في الرعي الجائر والتحطيب والحرث والاقتلاع والقطع والحرق والعبث بمختلف أشكاله والزحف السكاني والاجهاضات الغير حية تعاقب سنوات الجفاف والتصحر واتحاد هذه الإجهادات شكل ضغطاً مستمراً على النباتات ترتب عليه تدهور الغطاء النباتي والتراجع من حيث الكثافة وأصبح عبارة عن أشكال متناثرة في أماكن محدودة بينما تعرضت أنواع أخرى نباتية إلى انجرافات وراثية واختفاء بعض الأنواع الأخرى وانقراض البعض الآخر.مشروع بحثيولأجل المحافظة على النباتات الطبية من الانقراض والإكثار من غرسها قال المهندس سليمان بلخير:لأجل ذلك تم إنشاء مشروع بحثي عام 2002 م بعين طبي بغريان مدة المشروع ثلاث سنوات فقط يشرف على هذه الدراسة بالمشروع ويقوم بتمويلها الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة tucn بالتنسيق مع الهيئة العامة للبيئة وكلية العلوم بجامعة الفاتح ومشاركة جهاز غريان للأعمال الزراعية ومركز البحوث الزراعية ويهدف هذا المشروع إلى التعريف بالنباتات الطبية وإكثارها والمحافظة عليها وللرفع من المستوى الاقتصادي للأهالي وبدأ العمل به بداية من شهر الماء عام 2001 وتم اختيار موقعين في ليبيا بمنطقة غريان وهما موقع عين طبي وموقع أبوغيلان وبكل موقع مشتل ومكان مستديم للغراسة وقد أبدى جهاز غريان للأعمال الزراعية استعداده للتعاون ووفر الموقعين للإكثار والمحافظة على النباتات الطبية إضافة إلى وجود عناصر بشرية ذات اهتمام بالغطاء النباتي والمحافظة عليه وإكثاره.تجربة ناحجة ولكن!!وعن مدى نجاح المشروع البحثي لزراعة النباتات الطبية للمحافظة عليها والإكثار منها بموقعي عين طبي وأبو غيلان بغريان قال المهندس سليمان بلخير:لقد حقق المشروع البحثي لإكثار النباتات الطبية نجاحاً ملموساً بعد أن تم بذر 28 ألف كيس لسبع وعشرين نوعاً من النباتات الطبية كبلحة بن جحا - عشبه الغده - القبار - الروبيه - الحرمل - اجداري - الزعتر - الجعده - الفليج - القنقيط - عشبة الأرنب - عشبه الحصان - البرنبخ - المردقوشه - شاهي درنه - الخزامة - الحنظل - شجرة امنا مريم - شجرة الريح - سكوم - تقفت - الشيح - الكرافص - الكرات - سدر - كمون بري - كف مريم - وغيرها من النباتات الطبية الأخرى كانت تجاربها تختلف ونسبة نجاحها حسب طبيعة البذور بشتول متوسط عمرها خمسة أشهر إلا أنه كان من المفترض نقل هذه الشتول إلى مكان مستديم نقلنا جزء منها إلى موقع عين طبي وجزءا منها تم غرسه في أبي غيلان وجزءا تم توزيعه على المواطنين مجاناً وجزءا من الشتول التي تم بذرها لغرض إكثارها ضاع وذهب الجهد سدى لعدم وجود أرض لزراعة هذه الشتول فالاعداد كانت كبيرة من الشتول والمساحات الزراعية صغيرة وكان يفترض تخصيص قطعة أرض لاكثار النباتات الطبية ووجود حديقة نباتية في كل منطقة من مناطق الجماهيرية .مجمعات وراثية ومزارع للأمهات وتحدث في جملة سياقه لصحيفة الجماهيرية المهندس سليمان بلخير عن الآلية التي يجب اتباعها للمحافظة على النباتات الطبية والإكثار منها حتى لاتلحق بنظيراتها في الانقراض قائلا : يفترض على الجهات المختصة انشاء مجمعات وراثية ومزارع للأمهات بتخصيص أرض ذات مساحة كبيرة لزراعة عشرين شتلة لكل نوع من أنواع النباتات وفي حالة لاقدر الله حدوث انتكاسات طبيعية للنباتات في المواقع المختلفة نلجأ عندئذ للمجعمات الوراثية ومزارع الأمهات.البنك الوراثيوأوضح المهندس سليمان بلخير:أن الجماهيرية أسوة بعديد الدول في العالم تملك بنكاً لحفظ الأصول الوراثية تحتفظ من خلاله بمختلف أنواع البذور كانت لنباتات طبية أو غير ذلك من النباتات الأخرى تحتفظ بخصوصيات الجينات «البذورحية» لمدة تصل إلى 150 عاماً يمكن بذرها وإنباتها وبهذه الطريقة نستطيع حفظ النباتات والمواد الوراثية في الداخل عبر تواجدها «بالبنك الوراثي» أما حفظ النباتات في الخارج فيمكن في إنشاء مجمعات وراثية ومزارع أمهات للحصول على كميات كبيرة من البذور.أمنا مريم وشاهي درنه في بيتناوأضاف المهندس سليمان بلخير في حديثه قائلاً : علينا أن نشجع الأهالي بالإقبال على غرس النباتات في حدائق منازلهم في بيتي لدى حديقة بها نباتات طبية عدة قمت بغراستها مثل شجرة أمنا مريم وشاهي درنه والروبيه والفيجل والخزامه والشيح وغيرها من النباتات الطبية الأخرى.وشكر المهندس سليمان بلخير زملاءه بالفريق البحثي لمشروع إكثار النباتات الطبية محيياً جهود الدكتور فرج عبدالرحمن رئيس الفريق البحثي ومنسق المشروع والدكتور فتحي الرطيب الخبير في تصنيف النبات والمهندسين على الككلي ومحمد عبدالكريم ومصطفى العيساوي وفرج غيث على مابذلوه في سبيل المحافظة على النباتات الطبية وإكثارها.أهمية العلاج بالنباتات الطبيةالمهندس فرج غيث مهندس بمشروع الغطاء النباتي تحدث عن أهمية العلاج بالنباتات الطبية قائلاً:في البدء أود أن أعرج بأن النباتات الطبية لايوجد بها أمراض بل هي علاج لبعض الأمراض ولذا النباتات الطبية أكثر أمناً وسلاماً إن أخذت عن طريق طبيب متخصص أو عن طريق كتاب ذو منهجية علمية صحيحة مبني على تجارب مخبرية وسريريه لأن بعض النباتات الطبية سامه ولذا وجب عدم تناولها إعتباطاً ودون استشارة أو مرجعية علمية وأشير بأن أكثر من 25 % من الأدوية مصدرها الاعشاب الطبية وأخص أهمية العلاج بالنباتات الطبية في التالي:1 - الأمن والسلامة : في العصر الحديث حلت الكيمياء إلى حد كبير محل المصادر البيولوجية للدواء غير أنه في العديد من الحالات وجدت آثاراً جانبية تنشأ من تلك الأدوية وفي حالات كثيرة تكون ممرضة أكثر من المرض نفسه من هنا بدأ الكثيرون في التفكير ملياً في العودة للمصادر الحيوية لتصنيع الأدوية حيث أنها أكثر أمناً وسلامة وهذا ماأكده المؤتمر الرابع عشر المنعقد في برلين بألمانيا عام 1987 م حيث أوصى بالتركيز على ضرورة زيادة الاهتمام بالنباتات الطبية والمحافظة عليها من الانقراض.2 - الكفاءة وقدرتها على الشفاء : تقوم نظرية العلاج بالأعشاب في معالجة أصول المرض عوضاً عن معالجة الأمراض ويستخدم نظام حميه مرافق لهذا العلاج لتعديل اختلال الجسم وإعادة التوازن له.3 - الأصالة: العلاج بالأعشاب أصل من أصول الطب حيث تذكر بعض المخطوطات المصرية التي وصلت إلينا والتي تعود إلى حوال 1700 سنة قبل الميلاد أن العديد من الأعشاب مثل الثوم والعرعر قد أستخدمت في الطب على مدى 4000 سنة تقريباً.4 - أقل تكلفة من الأدوية ذات الأصل الكيميائي ويمكن زراعتها داخل حدائق المنزل «النباتات الطبية في متناول الفقير».5 - مصدر دخل ممتاز يصل العائد من زراعة هكتار من الفلية إلى 1500 جنيه استرليني والهكتار الواحد في حالة زراعته بعشبه الغدة يصل إلى 1000 جنيه استرليني فيما يصل العائد من زراعة هكتار واحد من الطماطم 150 جنيه استرليني .6 - توفير عمله : تجد أن شركات الأدوية العربية والمؤسسات ذات العلامة تستورد من النباتات الطبية لإنتاج الأدوية المحلية مالايقل قيمته عن بضعة ملايين من الجنيهات سنوياً.7 - توفر فرص عمل كثيرة سواء في مجال الإكثار أو في مجال استخراج العقاقير وكذلك في مجالات التسويق.8 - تشجيع الجانب الإبداعي ومتعة العمل فعمل الصيادلة الحاليين هو عمل روتيني ليس له علاقة ذات معنى بعلم الصيدلة وهكذا تحول الصيادلة إلى بائعين تقليديين ولكن الصيدلي الحقيقي هو من يقوم باستخراج الأدوية والعقاقير من هذا العالم المتنوع من صيدلية الله تعالى من النباتات الطبية ويقول الدكتور فوزي قطب في إحدى كتبه في عالم النباتات الطبية العجيب المليء بالاسرار والغموض توجد كنوز طبيعية متنوعة دفينة يكمن داخلها سر خلاص البشرية من الأمراض المستعصية هذه الكنوز يجب دراستها.9 - الدور البيئي فالنباتات الطبية جزء من المنظومة البيئية الحية والغير الحية ولها دور تقوم به يتمثل في تثبيت التربة أو مكافحة التصحر وتوفير غذاء للطيور والحيوانات البرية والغير برية إضافة إلى أن لها استعمالات اخرى محلية غير طبية .10 - تجميل الطبيعة وتشجيع السياحة البيئية.ليبيا تملك فرص الاستثمار النموذجي للنباتات الطبية نتيجة لكبر مساحة ليبيا وتنوع طوابقها المناخية من مناخ البحر المتوسط إلى مناخ شبه صحراوي وثالث صحراوي ومن طبوغرافية متنوعة وفر هذا العديد من التنوع في النباتات وهذه النباتات يمكن إكثارها في ليبيا على مستوى مزارع إنتاجية لاتزرع في أوروبا هذا العالم الاستثنائي يجعل فرص إنشاء مزارع إنتاجية في ليبيا لإنتاج النباتات الطبية وتصديرها إلى الخارج أمرا مشجعا.زينة وغذاء ودواء أما زميله المهندس مصطفى العيساوي مهندس بالمشروع الغطاء النباتي الجبل الغربي تحدث للصحيفة قائلاً:ما نأمله هو الاهتمام بالنباتات الطبية وتوفير الشتول للمتخصصين في نباتات الزينة لأن بعض النباتات الطبية تعتبر نباتات زينة كالكليل مثلاً وكذلك تزويد النحاليين بشتول نباتات طبية تنفع كغذاء للنحل كنبات، الزعتر ونبات عشبه الفدة وكذلك نأمل تزويد العطارين والذين يقومون باستخراج الزيوت الطياره بشتول ليقوموا بغراستها في قطعة أرض يملوكونها أو في حديقة المنزل لاستثمارهاوكذلك الاتصال ببائعي الاعشاب الطبية وتزويدهم بهذه الشتول وكذلك تزويدهم بالخبرة الفنية في كيفية تجفيفها واستخراج بعض المكونات منها.استثمار جائر .. رعي جائر!!وأوضح المهندس مصطفى العيساوي في سياق حديثه بأن النباتات الطبية تستثمر استثماراً جائراً فبعض المواطنين في الصحراء والجبل يقتلعون النباتات الطبية قطعاً جائراً من أوصالها ويقومون ببيعها للعطارين بدون أي ضوابط في اقتلاعها وهو عامل من أحد العوامل التي أدت إلى انقراض عديد النباتات الطبية وكذلك عملية الرعي الجائر في ليبيا قضى على الكثير من النباتات الطبية ولذا وجب أيضاً وضع ضوابط للرعي الجائر.كما نأمل ان يتم غراسة النباتات الطبية في الحدائق المدرسية والحدائق العامة والحدائق المنزلية للمحافظة عليها خصوصاً التي في طريقها للانقراض وتطوير هذا المجال ومحاولة الوصول إلى زراعة النباتات الطبية بشكل إنتاجي وتصنيع الأدوية منها محلياً أو تصديرها للخارج.* الأطباء يتعالون على الأصل !!وأشار المهندس سليمان بلخير في تدخله أثناء الحوار بأن التجارب أثبتت بأن العلاج بالأعشاب الطبية كان مجدياً شريطة استعمالها بالطريقة الصحيحة لها لأن هناك بعض النباتات الطبية سامة وبعض الأطباء اذا قلت له أنا أعالج بالحرمل أو الفيجل يبتسم سخرياً من ذلك لأن لديه عقدة نقص لايأخذ العلاج من ثقافة وان اتته من الغرب يستعمل ذلك، فالطب الشعبي هو أصل الطب والطب الشعبي في ليبيا له جذور عربية، وهو جزء من الطب العربي طب ابن سينا وابن البيطار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.