3. الأمعاء (Intestine)
عند وصول الكيموس إلى "الاثنا عشر" يبدأ مرحلة جديدة داخل الأمعاء، حيث يستكمل هضمه، ثم يُمتص ويخرج ما يتبقى منه على هيئة براز. وتبدو الأمعاء كأنبوبة عضلية طويلة، كثيرة الالتواءات، ذات قطر صغير لا يتعدى 2.5 سم في بدايتها، يطلق عليها الأمعاء الدقيقة، أما الجزء الأخير فيكون قطره أكبر؛ إذ يصل إلى 6.5سم، ويطلق عليه الأمعاء الغليظة (أُنظر شكل الأمعاء الدقيقة والغليظة).
أ. الأمعاء الدقيقة (Small Intestine)
هي أنبوبة عضلية يبلغ طولها من 5 إلى 6 أمتار، وهي ملتفة بعضها حول بعض في التجويف البطني. وتبدأ الأمعاء الدقيقة من منطقة البواب في المعدة، وتنتهي مع بداية الأمعاء الغليظة أسفل القولون الصاعد، وفوق الزائدة الدودية (أُنظر شكل التقاء الأمعاء الدقيقة والغليظة).
وأول أجزاء الأمعاء الدقيقة، قناة "الاثنا عشر" (Duodenum)، ويبلغ طولها حوالي 25-30 سم، وتكون ملتوية على شكل هلال، وتبدأ من الجزء البوابي للمعدة، وتنتهي بالصائم (Jejunum). وتصب في هذه القناة إنزيمات هاضمة يفرزها كل من الكبد والبنكرياس؛ ويعمل كل إنزيم منها على هضم نوع من المواد الغذائية (أُنظر شكل الاثنا عشر).
أما الجزء الذي يلي "الاثنا عشر"، أو الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة، فيطلق عليه "الصائم"، ويبلغ طوله حوالي 2-3 أمتار. والجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة يطلق عليه اللفائفي (Ileum)، ويتصل بالأمعاء الغليظة في منطقة الأعور، ويبلغ طوله حوالي 3-4 أمتار.
يحتوي الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة على ثنيات مليئة بعدد هائل من ألياف بارزة، تشبه أهداب القطيفة، يطلق عليها "خملات" (Villi) (أُنظر شكل الغشاء المخاطي للأمعاء). وتعمل هذه الخملات على زيادة مساحة سطح الامتصاص لجدار الأمعاء الدقيقة، ويحتوي لب كل خَمْلَة على شريان، ووريد، وقناة ليمفاوية (Lacteal)، لتغذية خلايا الأمعاء، ونقل الطعام الممتص إلى الكبد، ومنه إلى سائر أعضاء الجسم. وتُغَطَّى الخملات بخلايا طلائية عمودية (أُنظر شكل خملة من خملات الامعاء)، وتحتوي كل خلية على آلاف النتوءات السيتوبلازمية يطلق عليها الخميلات(Microvilli) (أُنظر شكل انبعاج سطح الخلايا) تحمل في قممها الإنزيمات الهاضمة.
ويتعرض الكيموس في الأمعاء الدقيقة لتأثير ثلاث عصارات، هي: البنكرياسية، والمعوية، والصفراوية. وتُفَرز هذه العصارات تحت تأثير عصبي وهرموني في تناسق عجيب.
ويحدث ذلك بأن يقوم الكيموس بحفز غدد "الاثنا عشر" لإفراز هرمون يطلق عليه الهرمون الفارز أو "السيكرتين" (Secretin)، حيث يسير في الدم حتى يصل إلى البنكرياس، فيحثه على إفراز إنزيماته، كما يحث الحوصلة الصفراوية في الوقت نفسه لإفراغ محتواها من العصارة الصفراوية. أما إذا كان الكيموس محتوياً على نسبة عالية من الدهون والبروتينات، فإن الاثنا عشر تفرز هرموناً آخر يطلق عليه الهرمون الجاذب للعصارة الصفراوية أو "كوليسيستوكاينين" (Cholecystokinin) يسير في الدم حتى يصل إلى البنكرياس لإفراز مزيد من العصارات الهاضمة، كما يحث الحوصلة الصفراوية على صب مزيد من عصارتها الهاضمة للدهون على الطعام (أُنظر شكل التنسيق الهرموني للهضم).
والعصارة البنكرياسية يفرزها البنكرياس، وهو غدة قنوية ولا قنوية في الوقت نفسه، ويبلغ طوله 20سم (أُنظر شكل الاثنا عشر). ويفرز عصارته تحت تأثير عصبي وآخر هرموني. ويفرز ما بين 1000-1500 سم3 من عصارته الهاضمة، وتتميز هذه العصارة بكونها قلويةً عديمة اللون. وتحتوي على الإنزيمات الآتية:
(1) إنزيمات الأميليز(Amylase)، والمالتيز(Maltase)، والسكريز(Sucrase) التي تحول المواد الكربوهيدراتية إلى سكريات ثنائية، وأحادية يسهل امتصاصها.
(2) إنزيم اللايبيز(Lipase) الذي يحول الدهون إلى أحماض دهنية، وجليسرين يسهل امتصاصها.
(3) إنزيمات التربسينوجين (Trypsinogen) والكيموتربسين (Chemotrypsin)، والكربوكسى ببتيديز (Carboxypeptidase)، وهي تحول البروتينات إلى أحماض أمينية يسهل امتصاصها.
أما العصارة المعوية، فيبلغ معدل إفرازها 3 لترات يومياً، وتفرزها غدد صغيرة منتشرة في جدار الأمعاء الدقيقة بمجرد ملامسة الطعام لها. وتحتوي العصارة المعوية على إنزيمات هاضمة تقوم كذلك بتكسير المواد الكربوهيدراتية، والدهنية، والبروتينية إلى سكريات أحادية، وأحماض دهنية، وجليسرين، وأحماض أمينية يسهل امتصاصها عبر خملات الأمعاء الدقيقة.
أما العصارة الصفراوية "الصفراء" (Bile)، فيفرزها الكبد(Liver) الذي يُعد أكبر غدة في جسم الإنسان، ويقوم بتخزينها في كيس كُمَّثْريّ الشكل يسمى الحوصلة الصفراوية (Gall Bladder) (أُنظر شكل الكبد والحوصلة الصفراوية). وتمر العصارة الصفراوية إلى "الاثنا عشر" عن طريق القناة الصفراوية (Bile Duct) التي تفتح في "الاثنا عشر". والصفراء هامة في هضم الدهون؛ إذ تقوم بتحويلها إلى مستحلب دهني، وبذلك يتسع السطح الدهني المتعرض لتأثير الإنزيمات الهاضمة الموجودة في العصارة البنكرياسية.
وتقوم الأمعاء الدقيقة بإتيان ثلاث حركات تساعد على خلط الكيموس بالإنزيمات الهاضمة وتمكن الطعام المهضوم من المرور عبرها.
الحركة الأولى: دودية، وفيها تنقبض العضلات الدائرية خلف كتلة الطعام المهضوم، في حين ترتخي العضلات من أمامها، فيمر الطعام. وبتوالي هذه الحركات الدودية بطريقة منتظمة يتحرك الكيموس باتجاه نهاية الأمعاء الدقيقة.
الحركة الثانية: بندولية، وفيها يُدْفَع الطعام عن طريق انقباض العضلات الطولية وانبساطها لبعض أجزاء الأمعاء الدقيقة في الوقت نفسه.
الحركة الثالثة: متقطعة، وهي عبارة عن سلسلة من الانقباضات المتعاقبة للعضلات الدائرية للأمعاء الدقيقة. وتقوم هذه الحركات بمزج الطعام المهضوم وتقليبه جيداً، الأمر الذي يساعد على هضمه، وامتصاصه (أُنظر شكل الحركة المتقطعة للأمعاء الدقيقة).
ويُمتص معظم الطعام المهضوم عن طريق خملات الأمعاء الدقيقة، أما ما يتبقى من ماء، وأملاح، وفضلات، فيمر إلى الأمعاء الغليظة.
ب. الأمعاء الغليظة (Large Intestine)
تختلف الأمعاء الغليظة عن الأمعاء الدقيقة بكونها أغلظ، وأقصر، وبخلوها من الخملات. وليس للأمعاء الغليظة دور في هضم الطعام، لأن عملية الهضم تكون قد تمت بالفعل قبل وصول الكيموس إليها، إلا أن أهميتها تقتصر على امتصاص الماء، وبعض الغازات، والأملاح. وتنتشر الغدد المخاطية على امتداد الأمعاء الغليظة، الأمر الذي يساعد، مع حركات الأمعاء المختلفة، على تسهيل مرور الفضلات للخارج.
ويُطلق على أول أجزاء الأمعاء الغليظة الأعور (Cecum)، وهو كيس قصير وسميك، تتصل به زائدة رفيعة يطلق عليها الزائدة الدودية(Appendix) يبلغ طولها 12 سم، ولا تعرف لها وظيفة حتى الآن في الإنسان، وأحياناً تلتهب فتُزال جراحياً.
ويلي الأعورَ القولونُ (Colon) الذي يمتد في التجويف البطني على هيئة حرف (n)، ويتألف من القولون الصاعد (Ascending Colon)، الذي يبلغ طوله حوالي 16 سم، والقولون المستعرض، (Transverse Colon)، ويبلغ طوله حوالي 50 سم، والقولون النازل (Descending Colon)ويبلغ طوله حوالي 25 سم. وينتهي بجزء يسمي القولون الحوضي (Sigmoid Colon)، ويبلغ طوله حوالي 40 سم. (أُنظر شكل تركيب الأمعاء الغليظة).
وتتحرك فضلات الطعام في القولون بواسطة انقباض عضلاته التي يتولد عنها ثلاثة أنواع من الحركات (أنظر شكل حركات القولون)؛ حركات متقطعة، وينتج عنها ضغط الفضلات وتقليل حجمها. وحركات دودية، وتكون على شكل موجات من الانقباضات لدفع الطعام باتجاه المستقيم. وحركات دافعة، وهي تشبه الحركات الدودية، غير أنها تكون أكثر قوة، وتشمل جزءاً أكبر من الأمعاء، وذلك لإعطاء دفعة قوية لإخراج البراز، ويحدث هذا النوع من الحركات مرتين أو ثلاث مرات يومياً، وذلك عند اقتراب الفضلات من آخر أجزاء القولون. وحركات القولون - بصفة عامة - بطيئة للغاية إذا ما قورنت بحركات الأمعاء الدقيقة؛ الأمر الذي يسمح بامتصاص مزيد من الماء مع إضافة المخاط الذي يسهل عملية الإخراج.
أما المستقيم (Rectum)، فهو آخر جزء من الأمعاء الغليظة، وتتجمع فيه الفضلات لطردها خارج الجسم على هيئة براز (Stool). والجزء الأخير من المستقيم يطلق عليه القناة الشرجية التي يقل طولها عن 4 سم، وهي غنية بالأوعية الدموية. وتنتهي بفتحة الشرج (Anus) الموجودة على بعد حوالي4 سم إلى الأمام، من أسفل العصعص. وهذه القناة محاطة بعضلات مختلفة تمكن الشرج من الإقفال جيداً. وتحيط بها من الداخل العضلة العاصرة الشرجية الداخلية (Internal Anal Sphincter) ، ومن الخارج العضلة العاصرة الشرجية الخارجية (External Anal Sphincter)، (أُنظر شكل العضلات العاصرة).
وتوجد خلايا حسية داخل جدار المستقيم، فإذا ما امتلأ بالبراز، تمدد جداره، فترسل الخلايا الحسية إشارة عصبية إلى الحبل الشوكي الذي يستجيب بإرسال أمر إلى المستقيم فينقبض (أُنظر شكل آلية الإخراج). وتنقبض عضلاته، ثم تنبسط العضلات العاصرة، فيُدفع البراز إلى الخارج، كما تنقبض عضلات البطن مساعدة بذلك على خروج محتويات المستقيم.
ويكتسب البراز لونه البني من تحلل العصارة الصفراوية بواسطة البكتيريا. أما الرائحة الكريهة والغازات، فتَنْتُج عن تغذية بكتيريا الأمعاء على الفضلات.
|
موسوعة العطار اعشاب اكبر موسوعة اعشاب عربية اسماء الاعشاب واستخداماتها للبشر والحيوانات والطيور
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الجائزة المجانية للزوار
السلام عليكم يتم اخيار هذة الجائزة بصورة عشوائية للزوار تمتع معنا بافضل الارباح بالمجان
الاثنين، 27 مايو 2013
3. الأمعاء (Intestine)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.