دكتورة / زينب محمود أحمد عبده :رئيس بحوث :قسم تغذية الدواجن
مقدمة
سعي الإنسان منذ بداية الخلق لاكتشاف مكونات البيئة من حوله سواء النباتات أو الحيوانات و ذلك للانتفاع بها و عن طريق التجربة وجد الإنسان الشفاء من بعض الأمراض نتيجة تناوله بعض الأعشاب. و قد ربط الإنسان الأول بين النباتات البرية و الأمراض التي يصاب بها. و قد تم تسجيل استخدامات و فاعلية هذه النباتات عبر القرون و قد انتقلت طرق تداولها و استخدامها من جيل إلى جيل.
و منذ القرن الثامن عشر الميلادي تقدمت الكيمياء و فروعها المختلفة و ظهر العديد من الأجهزة العلمية الحديثة مما أدي إلى سهولة كشف المواد الفعالة و دقة تنقيتها و تحديد التركيب الكيماوي لها و معرفة نشاطها البيولوجي و العلاجي. و نتيجة لقلة المواد الفعالة بالنسبة للاحتياجات تم تخليق هذه المواد صناعيا لاستعمالها علي نطاق تجاري. و قد أدي استعمال هذه المواد المخلقة صناعيا بالإضافة إلى المركبات الكيماوية الأخرى التي تضاف لأعلاف الدواجن بغرض الوقاية أو العلاج أو تنشيط النمو إلى ظهور العديد من المشاكل مثل وجود بقايا في لحوم الطيور و منتجاتها كالبيض مما قد يؤدي إلى ظهور بعض أنواع الحساسية للإنسان و مقاومة الميكروبات المرضية للعلاج. و نتيجة لذلك وجب البحث عن بدائل طبيعية مثل النباتات الطبية.
تحتوي الأعشاب الطبية و مستخلصاتها علي مركبات كيميائية لها نشاط حيوي ذو تأثير علاجي. فعلي سبيل المثال هناك الكثير من الأعشاب الطبية التي تقلل تركيز كولسترول الدم المرتفع و تعطي بعض الحماية ضد الأورام السرطانية و لها تأثير محفز للجهاز المناعي و معالجة التأثيرات الضارة الناتجة من السموم الفطرية . علاوة علي ذلك وجد أن الوجبات المحتوية علي أعشاب طبية مطبوخة لتعطي الطعام نكهة يكون لها نشاط محسن للصحة و يحمي ضد الأمراض المزمنة. و توضح الدراسات الآتية أهمية كل من الشطة و البردقوش كإضافات غذائية في علائق الدواجن.
1- الشطة
الاسم العلمي للشطة Capsicum frutascans المعروفة تجاريا باسم الشطة الأفريقية و الشطة Capsicum annum المعروفة تجاريا باسم فلفل تاباسكو و كلاهما يتبع الفصيلة الباذنجانية Fam. Solanaceae و تعرف الشطة بأسماء عديدة منها الشطة السوداني أو شطيطة أو الفلفل الأحمر و هي تختلف عن الفلفل الأسود الذي يتبع الفصيلة الفلفلية.
الموطن الأصلي للشطة:
الموطن الأصلي لنبات الشطة هو أمريكا الوسطي و الجنوبية و لم تعرف الشطة في أوروبا قبل اكتشاف القارة الأمريكية و قد حمل كولومبس بذورها إلي أسبانيا حيث انتشرت زراعتها في أوروبا منذ ذلك الوقت و تزرع الشطة بنجاح في أنحاء الوطن العربي و خاصة السودان كما تزرع في الهند و اليابان.
المواد الفعالة في الشطة:
تحتوي الشطة علي قلويد كابسيسين بنسبة حوالي 0.02% و هذه هي المادة الحريفة و النفاذة و الفعالة للشطة.
كما تحتوي علي قلويد أخر سائل طيار رائحته تشبه البقدونس و كذلك مواد راتنجية و زيت ثابت كما أن الشطة تعتبر غنية بفيتامين ج Vitamin C.
استعمالات الشطة:
تستعمل الشطة كتوابل و فاتحة للشهية و هي تعتبر مادة مكسبة للطعم الحريف و اللون الأحمر كمادة ملونة طبيعية تضاف إلي الطعام و المخللات و تستخدم في صناعة اللحوم و حفظها. علما بان الثمار الطازجة و الجافة أو المسحوق الناعم لثمار الشطة حتى مستخلصاتها تفيد الجسم البشري طبيا لأنها تؤدي إلي تنشيط المعدة و تقوية حركاتها و تزيل الآلام الناتجة من المغص المعوي و تخفيف التقلصات المعوية حتى أنها تفيد في تخفيف آلام الأسنان و اللثة. و قد تضاف الشطة إلي بودرة التلك مع الماء لعمل معجون رطب يوضع فوق الآلام الروماتزمية لتسكينها و لتنشيط الدورة الدموية في مكان الإصابة.
كما تدخل المادة الحريفة المعروفة باسم كابسيسين Capsciacin كمركب رئيسي في الأدوية و عمل اللصقات التي توضع فوق الآلام الحادة للروماتيزم و التهاب المفاصل.
إلا أن زيادة تناول الشطة .يؤدي إلي التأثير علي الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي فتسبب التهابها.
التركيب الكيماوي للشطة
7.94%
رطوبة
92.06%
مادة جافة
80.92%
مادة عضوية
16.97%
بروتين خام
11.93%
دهن خام
26.48%
ألياف خام
11.14%
رماد
25.54%
المستخلص الخالي من الازوت
و توضح نتائج الأبحاث علي استخدام الشطة أنه عند تغذية بداري التسمين علي علائق محتوية علي الشطة بنسبة 1.5, 3.0, 6.0, 12.0% من العليقة لم يكن لها أي تأثيرات معنوية علي كل من معدل النمو و كفاءة تحويل الغذاء و الغذاء المستهلك فيما عدا معدل الإضافة 12% الذي أدي إلي خفض النمو بمعدل 84% من الكنترول. إضافة الشطة بمعدل 100 مجم/كجم عليقة أدي إلي تحسين كفاءة تحويل الغذاء بمعدل 3.2%. استمرار التغذية علي علائق محتوية علي الشطة يؤدي إلي رفع المقاومة ضد السالمونيلا أثناء فترة النمو الطبيعية دون حدوث أي تأثير ضار علي بداري التسمين.
و في دراسة أخري وجد أن إضافة الشطة لعلائق بداري التسمين بنسبة 0.1% شطة أدي إلي تحسين نمو بداري التسمين بمعدل 7.8% و تحسين معامل تحويل الغذاء بمعدل 8.3% و كذلك أدت إلي تحسين الكفاءة الاقتصادية بمعدل 8.1% بالمقارنة بعليقة الكنترول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.