الكافور
الكافور عبارة عن مادة صلبة توجد على هيئة صفائح بيضاء بلورية أو على هيئة كتل مربعة الشكل متلاصقة بيضاء وسهل التبخر أو التطاير حتى عند درجة حرارة الغرفة العادية. يذوب في الماء بصعوبة بنسبة ما بين 1جرام في 700ملي ماء ويذوب في الكحول بنسبة 1في 1ملي من الكحول وفي الكلورفورم بنسبة 1في , 025وملي كلورفورم وفي الايثر بنسبة 1في 1ملي. ينصهر الكافور عند درجة حرارة ما بين 174- 181م وزنه الجزئي , 1522.وصيغته الكيميائية C10H16O.وللكافور عدة مرادفات من الأسماء مثل الكانفور (ALCANFOR) و2 كامفانون (CAMPHANONE2) وكامفر درويت (CAMPHR DROIT) وكافورا ليابان (CAMPHRE DUJAPAN) وكانفورا (CANFORA) وزهر الكافور (Flowers of Camphor).مصدر الكافور
يستحصل على الكافور من شجرة الكافور CAMPHOR TREE المعروفة علمياً باسم Cinnamomum camphora من الفصيلة الغارية (Lauraceae).
وشجرة الكافور شجرة كبيرة معمرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 50 متراً ويكون جذعها مستقيماً في الجزء السفلي من الشجرة لكنه ما يلبث أن يتفرع إلى أفرع كبيرة بعقد كبيرة. أوراق النبات كبيرة ولها اعناق طويلة ومتبادلة يصل طولها إلى 11سم وعرضها حوالي 5 سم. الأزهار صغيرة ذات لون أبيض وتتجمع في مجاميع بدون أعناق. أما الثمار فهي عنبية بلون بنفسجي إلى أسود وتحتوي كل ثمرة على بذرة واحدة.
الموطن الأصلي
الموطن الأصلي لشجرة الكافور فيتنام وجنوب الصين وجنوب اليابان وجزيرة تايوان.
من أي جزء من أجزاء الشجرة يستخرج الكافور؟ يستخرج الكافور ضمن زيت يستحصل عليه بالتقطير من الأزهار والأوراق ولكن الجزء الأعظم يستخرج من القشور وخشب الساق والجذر. وكانوا قديماً في البلدان التي تنتجه يحضرونه بتقطيع الأغصان أو الأخشاب إلى قطع صغيرة ثم توضع في اوان مصنوعة من الفخار بها عدد كبير من الثقوب ثم توضع هذه الأواني فوق حمام مائي يغلي، حيث يحمل بخار الحمام المائي الكافور معه إلى وعاء آخر من الفخار مبرد حيث يتجمد الكافور وبعد ذلك تضغط المادة المتجمدة أو المتصلبة فيحصلون على الكافور على هيئة بلورات نقية بيضاء، وكذلك زيت الكافور. ونظراً لأن الكافور المستحصل عليه يحتوي على بعض الشوائب وعلى كمية من الزيت فيقومون بتنقيته وذلك بعملية التسامي وهذه العملية معناها تحويل الجسم الصلب بالحرارة إلى بخار وعند تبريد البخار يتكثف إلى جسم صلب نقي جداً دون أن يمر بالحالة السائلة وهذا هو الكافور النقي.
مصادر أخرى للكافور
ليست شجرة الكافور الوحيدة التي تنتج الكافور فهناك عدة نباتات تحتوي على الكافور ولكن ليس بالكمية الكبيرة الموجودة في أشجار الكافور ومن أهم النباتات التي تحتوي على الكافور أعشاب اللاوندة والشيح والمرمية وحصا البان والساسافراس والريحان حيث ان الكافور يوجد في الزيت الطيار لتلك النباتات.
الخلط بين الكافور و الكينا
لا يوجد أي علاقة بين هذين النباتين فنبات الكينا الذي يزرع في الحدائق والمتنزهات والذي يعرفه أيضاً كثير من الناس باسم الكافور هو من جنس ونوع وفصيلة مختلفة حتى الاسم (الكينا) ليس هو نبات الكينا الأصلي الذي يستخرج منه مركب الكونين الذي يستعمل لعلاج الملاريا والاسم الأصلي لنبات الكينا الموجود في السعودية أو ما يسمى بالكافور هو اليوكالبتوس.
الكافور الطبيعي و الصناعي
ليس كل الكافور الموجود في الأسواق المحلية أو العالمية طبيعي ويوجد كافور صناعي مصنع عن طريق التشييد الكيميائي ويختلف اختلافاً كبيراً في التأثير عن الكافور الطبيعي حيث يحتوي على كلور وله دوران يميني ويساري بينما الكافور الطبيعي لا يحتوي على الكلور ودورانه يميني فقط.
الكافور و المقدرة الجنسية
الكافور في الطب القديم: الكافور في الطب القديم له أنواع وقصص فقد قال اسحق بن عمران “الكافور يجلب من سفالة الهند ومن بلاده كلاوه والزامج وهريج واعظمه من هريج وهي الصين الصغرى، وهو صمغ شجرة يكون هناك، لونه أحمر ملمع، وخشبه أبيض رخو، يضرب إلى السواد، واينما يوجد في أجواف قلب الخشب في خروق فيها ممتدة مع طولها، فأولها الرباحي، وهو المخلوق، ولونه ملمع، ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض، وانما سمي رباحياً لأن أول من وقع عليه ملك يقال له رباح، واسم الموضع الذي يوجد فيه قنصورا فسمي القنصوري، وهو أجوده وأرقه وابقاه واشده بياضاً.
كافور القرنون وهو غليظ، كمد اللون ليس له صفاء الرباحي، وبعده كافور يقال له الكوكثيبت، وهو أسمر، وثمنه دون ثمن الرباحي، وبعده اليالوس، وهو مختلط، فيه شظايا من خشب الكافور. وتصفى هذه الكوافير كلها بالتصعيد يخرج منها كافور أبيض، صفائح تشبه صفائح الزجاج”.
وقال عنه ابن سينا “الكافور يمنع الأورام الحارة ويسرع في شيب الرأس ويمنع من الرعاف مع الخل أو مع عصير البسر أو مع ماء الأس أو ماء الباذروج، وينفع الصداع الحار في الحميات الحادة، ويسهر، ويقوي الحواس من المحرورين وينفع من القلاع شديداً، ويقطع في الباه، ويولد حصاة الكلية والمثانة ويعقل الخلفة الصفراوية”.
الكافور في الطب الحديث
تعتمد استخدامات الكافور في الطب الحديث فيما إذا كان زيت الكافور الذي يحتوي على مركب الكافور هو المستخدم أم أن المركب النقي هو المستخدم حيث إن زيت نبات الكافور يحتوي على مركبات عديدة من أهمها الكافور (camphor) والسافرول (safrol) واليوجينول (Eugenol) والتربينول (Terpeniol) والسينيول (Cineole) واللجنانز (Lignans).
وقد صرحت السلطات الألمانية الصحية باستخدام الكافور النقي لعلاج الأمراض التالية: الكحة والتهاب الشعب الهوائية والربو حيث يؤخذ بجرعات لا تزيد على ما بين ,06, 13جرام ثلاث مرات في اليوم تؤخذ كما هي أو في مزيج مصنع يتواجد في الأسواق. ويمكن وضع الكافور الصلب النقي في وعاء به ماء يغلي ثم يزاح من على النار ويشم البخار المتصاعد بمعدل ثلاث مرات في اليوم وتكون مدة شم البخار المشبع باالكافور حوالي 10دقائق.
كما يمكن دهان الصدر بمرهم يحتوي على الكافور. يستخدم الكافور ضد عدم توازن الجملة العصبية للقلب ويستخدم بنفس الطريقة السابقة. كما يستخدم في عدم انتظام وتناسق دقات القلب. يستخدم الكافور على هيئة مرهم أو مستحلب للتخفيف من آلام الروماتيزم وذلك عن طريق دهن الجزء المصاب ثلاث مرات يومياً.
يستخدم الكافور ضد هبوط ضغط الدم اما عن طريق الفم أو الاستنشاق.
يستخدم الكافور ضد آلام الظهر وخاصة آلام الفقرات القطينة حيث تدهن المناطق المصابة بمرهم يحتوي على الكافور.
ما المستحضرات الموجودة من الكافور في الأسواق المحلية أو العالمية؟
يوجد عدة مستحضرات من الكافور على هيئة أمزجة (شراب) ومسحوق نقي وحقن ومراهم وبلسم وهلام ومستحلب.
الجرعات الطبية
الجرعات اليومية الآمنة من الكافور هي ما بين 2- 4 و1جرامات موزعة على ثلاث جرعات في اليوم الواحد.
أما فيما يتعلق بالاستعمالات الخارجية فان الجرعة اليومية يمكن أن تكون ما بين ,5-, 19جرامات حيث تكون اما في مرهم أو كريم أو هلام.
اما عن الجرعات غير الآمنة أو الخطيرة فيجب أن لا تصل الجرعة إلى 6جرامات حيث أن هذه الجرعة قاتلة وذلك بالنسبة للاستعمال الداخلي و 1جرام قاتلة للطفل تحت سن الثانية. اما في الاستعمال الخارجي فيجب أن لا تزيد كمية الكافور على 20جراماً حيث انها تعتبر جرعة مميتة.
ويجب عدم استخدام زيت الكافور قطعياً داخلياً نظراً لاحتوائه على مادة السافرول التي تسبب التسرطن. كما يجب عدم استخدام الكافور النقي من قبل المرأة الحامل وكذلك الطفل الذي يقل عمره عن سنتين بأي حال من الأحوال.
إشاعات الكافور بين الخطأ و الصواب
لا يوجد في الدراسات الحديثة ولا في المراجع العلمية ما يثبت أن الكافور النقي يثبط الناحية الجنسية ، وذلك عكس ما يقوله الطب القديم وعليه فان صحة ما يقال ليس له ما يبرره وفي اعتقادي ان هذا مجرد إشاعات وأحب أن اطمئن الذين يعيشون في مجمعات مثل الجنود والطلاب ان لا خوف من الكافور حتى لو اضيف إلى الأكل وخاصة من الناحية الجنسية.للسيدات .
أخيراً
إذا استنشق الكافور للتمتع برائحته أو للعلاج فلا خوف من ذلك ،ولكن يجب أن لا يبالغ في ذلك لأن للكافور جرعات محددة فإذا زاد الاستنشاق وتعدى الجرعات الآمنة فانه قد يحدث التسمم ، أما فيما يتعلق بوضع بلورات من الكافور بين الملابس والفراش فلا خوف من ذلك وهو مادة مطهرة وقاتل لبعض أنواع الحشرات وبعض أنواع البكتيريا. وأود أن أوضح أن الكافور مطهر جيد فهو يضاف إلى مستحضرات التجميل من أجل تطهير الجلد. كما يستخدم روح الكافور كمطهر إذا عمل بمزيج مكون من 10أجزاء من الكافور مع سبعين جزءاً من الكحول وعشرين جزءاً من الماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.